عن المتحف

يحظى متحف التراث السرياني بأهمية وخصوصية متفرّدة، كونه الأول والوحيد، في إقليم كوردستان والعراق، المتخصص في حفظ وصيانة وعرض كل ما يخص التراث الثقافي والفني والشعبي لأبناء شعبنا، المادي وغير المادي، بما يحتويه من أزياء شعبية ومقتنيات تراثية فضلًا عمّا تضمّه القاعة الثقافية من صور ونُبَذ عن حياة أبرز رواد النهضة القومية والثقافية لشعبنا، أضف إلى ذلك موقعه المتميز المطلّ على تل قصرا الأثري بعنكاوا، وكنيستها الأقدم (مار كوركيس).

التأسيس

منذ إنشاء المديرية العامة للثقافة و الفنون السريانية في 2007 ، عمل مديرها العام الراحل الدكتور سعدي المالح على وضع اللَّبِنة الأولى لتأسيس وإنشاء متحف متخصص في التراث السرياني، في وطنه، متأثّرًا بما شاهده واطلع عليه خلال سنواته في المهاجر، ليكون هذا المتحف متخصصًا في حفظ الوثائق والكتب والصور التراثية القيّمة وتوثيق عادات وتقاليد أبناء شعبنا، لا سيما من خلال عرض كل ما يخص الحياة اليومية لشعب مهنته الأولى هي الزراعة ويتقن طرق عمل المنسوجات اليدوية وبعض الصناعات التقليدية، فضلًا عن الأزياء الشعبية والتراثية لمختلف قرى وبلدات أبناء شعبنا.

تم تأسيس متحف التراث السرياني في 2009  في بيت صغير مستأجر بعنكاوا، ضمَّ المقتنيات التراثية التي تمّ جمعها من قرى وبلدات شعبنا. ثم تبنّت حكومة إقليم كوردستان العراق مشكورة أن تشيّد له بناية خاصة وتجعله مديرية تهتم بشؤونه باسم مديرية التراث والفنون الشعبية السريانية التي تحولت لاحقًا إلى مديرية التراث والمتحف السرياني.

حيث افتتح المبنى الجديد في نيسان2011 ليضم، فضلًا عن قاعة أنيقة للنشاطات الثقافية والمحاضرات، قاعتين للعرض، تضم أولاهما المعروضات التراثية والأزياء الشعبية لمناطق مختلفة لأبناء شعبنا، فيما تضم الثانية (الثقافية) في الطابق العلوي أرشيفًا صوريًّا لرواد النهضة الثقافية والفكرية لشعبنا مع نُبَذ مختصرة عن إنجازاتهم وخدماتهم، وعددًا من المخطوطات والصحف والمجلات القديمة الصادرة في بدايات القرن الماضي فضلاً عن مجموعة من التسجيلات النادرة لموسيقيين ومرتلين سريان.

قسم الصيانة

قسم الصيانة:
في اللحظة التي يتم فيها استلام قطعة جديدة لتنضم إلى موجودات متحف التراث السرياني، تبدأ عملية فحصها وتحديد عمليات الحفظ والصيانة التي تحتاجها. حيث يتم التقاط صور لها قبل عملية الصيانة وبعدها، يتم تنظيفها وتعقيمها باستخدام مواد خاصة وبتقنيات تراعي حجم القطعة وعمرها التاريخي وحالتها ودرجة تضرّرها.
بعد إتمام عملية الصيانة يتم تدوين المعلومات الكاملة عن القطعة في سجلات المتحف المتضمنة اسم القطعة وعمرها وتاريخ صيانتها، في حال قد تمت صيانتها، ثم اسم المنطقة أو القرية التي كانت تستخدم هذه القطعة فيها واسم الموظف الذي قام بصيانتها في المتحف ثم يتم تصوير القطعة وإعطائها تسلسلًا رقميًّا، فيما إذا كان سيتم عرضها مباشرة في صالة العرض، وبعكسه يتم تغليفها بواسطة مادة الفلين وحفظها في حافظات خاصة كآخر خطوة من خطوات عمليات الصيانة، ثم تخزينها. حيث يمتلك قسم الصيانة سجلات بالموجودات كافة مع أرقامها وأوصافها وصورها.
يتلقى موظفو قسم الصيانة دورات تدريبية متواصلة تجعلهم خبراء متمرسين في أعمال صيانة القطع التراثية في مؤسسات متخصصة تُعنى بالشأن الآثاري والتراثي.

قسم تصنيع الحلي الشعبية

يتم عمل الحلي والإكسسوارات التي تحاكي التراثية منها بالاستعانة بالصور القديمة التي يمتلكها ويعرضها المتحف، أو بالاستعانة بخبرات ومعلومات السكان المحليين من أبناء شعبنا، أينما تواجدوا. واستنادا إلى هذه الصور والمعلومات، يقوم موظفو قسم الحلي بالمتحف برسمها أولًا ثم اختيار المواد المناسبة المطلوبة لتصنيعها ثم بعدئذٍ يتم النقش عليها بواسطة أدوات خاصة.
يتلقى موظفو قسم تصنيع الحلي الشعبية دورات تدريبية متواصلة تجعلهم خبراء متمرسين في أعمالهم، وذلك في مؤسسات متخصصة تُعنى بالشأن الآثاري والتراثي.

دشنا (المتجر التراثي)

دشنا، هو ركن تسويقي داخل متحف التراث السرياني يتيح الفرصة للمبدعين والمبدعات من أبناء شعبنا لعرض وترويج أعمالهم الحرفية اليدوية المُتقنة التي تحاكي وتستلهم الحضارة النهرينية والتراث السرياني العريق، لا سيما المشغولات اليدوية للسيدات السريانيات، في بادرة من المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية لدعم السيدات السريانيات العاملات ومساعدتهن على ترويج منتجاتهن وتمكين المرأة بوجه عام. كما يقدم (دشنا) فرصة ذهبية للسياح والزائرين، المحليين والأجانب، لاقتناء التذكارات التي تحاكي النُّصُب والتماثيل والشواهد الأثرية، أو الهدايا التذكارية لأصدقائهم وأحبائهم التي تحمل عبق الحضارة النهرينية وتمت صناعتها بطرق وتقنيات كلاسيكية مشابهة لطرق صناعتها قديمًا، حاملين معهم نفحةً من تاريخنا وحضارتنا وتراثنا.

يعتز متحف التراث السرياني بتقديمه الدعم الكامل للمبدعين والمبدعات، أصحاب هذه المشاريع الرائعة.

نبذة عن الموقع

يسعى الموقع الإلكتروني لمتحف التراث السرياني إلى تطوير رقمنة وأرشفة موجودات المتحف بالطرق التقنية الحديثة التي تجعلها متاحة، بأبهى الصور وأحدثها، ووضعها بين أيدي محبي هذا التراث، وكل من يرغب في الاكتشاف والتعلّم في جميع أرجاء المعمورة، لا سيما أبناء شعبنا الذين غدا معظمهم في المهاجر وبعيدين عن الوطن، وكل ذلك بضغطة زر واحدة. حيث سيتيح لهم هذا الموقع فرصة الحصول على المعلومات الأغزر والأصدق وبتفاصيل دقيقة عن تراث آبائهم وأجدادهم، باستخدام الوسائل الرقمية الحديثة من خلال: أفلام فيديو، وثائق، أزياء تراثية وغيرها. وبالاستفادة من هذه التقنيات سيكون بإمكان المتحف أن يتوسع في الفضاء الافتراضي ويضيف المزيد من المعلومات والوثائق والأفلام بما يجعله مركزا ثقافيا متخصصًا ومتفردًا. نظرًا لما يمتاز به متحف التراث السرياني من أهمية وما يتمتع به من خصوصية، كونه الأول والوحيد في إقليم كوردستان والعراق المتخصص في حفظ وصيانة وعرض كل ما يخص التراث الثقافي والفني والشعبي لأبناء شعبنا، المادي وغير المادي، والمرآة الصافية التي تعكس إنجازات وحضارة هذا الشعب الأصيل، وتسلط الضوء على ما عاناه من مآسٍ وحملات إبادة باتت جزءًا لا يتجزأ من تراثه.
نتطلع إلى أن يكون موقعنا الإلكتروني واحدًا من أهم الوسائل التي تساعد الطلاب والباحثين في بحوثهم العلمية المتعلقة بالثقافة السريانية وكل ما يخص حضارتنا وتاريخنا.

المحتويات