آبــــاء الكنيســـــة

مار توما الرسول

أحد الرسل الاثني عشر للسيد المسيح، الملقَّب بالتوأم. رسول كنيسة المشرق وشفيعها، وتعتبره التقاليد الكنسية أول مبشري بلاد ما بين النهرين، ومنها انطلق للتبشير في الهند، حيث اُسْتُشْهِدَ.

مار أدّي

أحد تلاميذ السيد المسيح الاثنين والسبعين، بشَّر بالإنجيل في الرّها، وينسب إليه التقليد الكنسي تعميذ أبجر الملك، ومنها انطلق إلى حدياب ليبشِّر بلاد النهرين وصولًا إلى الأهواز “بيت هوزايي”، بمعاونة مار ماري ومار آجي. يُعرَف قداس كنيسة المشرق، إلى يومنا هذا، بقداس أدّي وماري.

اِنتشار المسيحية

مع انطلاق تلاميذ السيد المسيح لتبشير غير اليهود، دخلت المسيحية إلى بلاد ما بين النهرين في وقت مبكّر، قُرابة الربع الأخير من القرن الأول الميلادي. ولم يقتصر دور أبناء هذه البلاد على إعلان بشارة الإنجيل في بلادهم فقط، بل انطلقوا للتبشير في شرق آسيا وصولًا إلى الصين. فضلًا عن دورهم في تطوير اللاهوت المسيحي، وبرز منهم لاهوتيون أعلام ومعلمون (ملافنة) كبار في الكنيسة.

كنائسنـــــــا

كنيسة المشرق الرسولية

تأسست أواخر القرن الأول الميلادي، إذ ينسب التقليد إلى مار توما وتلاميذه تأسيس الكرسي البطريركي في ساليق- قطيسفون. اِنتشرت في بلاد ما بين النهرين والخليج وبلاد فارس وأفغانستان والهند والصين. لغتها الطقسية هي السريانية الشرقية. يعود تاريخ أقدم كنائسها (كنيسة كوخي-جنوب بغداد)، التي ما زالت آثارها قائمة حتى يومنا، إلى القرن الأول الميلادي.

كنيسة أنطاكيا الرسولية

وفيها دُعيَ المؤمنون بالمسيح لأول مرة بالمسيحيين، بحسب سفر أعمال الرسل (أع11 : 26). بشّرها القديسان بولس وبرنابا ثم بطرس الرسول، وفيها تأسست الكنيسة الأولى، بعد كنيسة أورشليم، وكانت الثالثة في الأهمية بعد كنيستَي روما والإسكندرية. لقبّت بـ(مهد المسيحية) ومدينة الله العظمى. كانت لها مدرسة لاهوتية شهيرة. وتحظى بأهمية خاصة لدى مسيحيي الشرق، إذ بحسب التقاليد الأنطاكية، فإنّ القديسين بطرس وبولس هما مؤسسا الكرسي الأنطاكي.

المسيحية في بلاد ما بين النهرين:

يذكر تقليد كنيسة المشرق أن المسيحية انتشرت في مملكة أورهاي (الرُّها) الواقعة جنوب شرق تركيا الحالية، في منطقة ما بين النهرين التاريخية (ميسوبوتاميا)، إبان حكم أبجر الخامس (4 ق.م- 50 م)، ويؤكد التقليد أيضًا أن توما الرسول، أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر، ثم أدي وتلميذاه آجي وماري، هم من حملوا البشارة إلى مملكة أورهاي، ثم انطلقوا منها إلى حدياب.

أورهاي

تأسست في أورهاي أول مدرسة لاهوتية سريانية مسيحية في القرن الثاني الميلادي ويعدّ مار أفرام السرياني أبرز معلميها.

مملكة حدياب

مملكة قديمة شبه مستقلة عاصمتها مدينة أربيل (أربا أيلو) التاريخية، عرفت المسيحية في القرن الأول الميلادي على يد مار توما الرسول وتلاميذه القادمين من أورهاي، ومنها اتسع انتشار المسيحية في بلاد ما بين النهرين.

نصيبين

تقع في أقصى شمال شرق بلاد ما بين النهرين، دخلتها المسيحية على أيدي رسل المشرق، مار توما وتلاميذه. مدرستها اللاهوتية معروفة، علّم وتخرج فيها الكثير من آباء الكنيسة ومعلميها البارزين.

أنطاكيا

تحظى بأهمية لدى مسيحيي الشرق، كونها أحد الكراسي الرسولية، أي التي أسسها تلاميذ السيد المسيح بأنفسهم.

أبجر الخامس أوكما/كومو (الأسود)

الأباجرة، ملوك آراميون سريان، أسّسوا مملكة سريانية في الرّها، حكمت قرابة أربعة قرون.
حكم أبجر الخامس بين (4 ق.م-50 م). كان مصابًا بالبَرَص، وإذ سمع بمعجزات السيد المسيح، بعث إليه وفدًا يحمل رسالة بالسريانية، يعلن فيها إيمانه به ويسأله القدوم إليه ليشيفه.
بعث إليه السيد المسيح رسالة جوابية ومنديلًا، طُبعت عليه صورته بطريقة عجائبية، فنال بواسطته الشفاء. يورد أوسابيوس القيصري (263-339)م في تاريخه الكنسي مقتطفات واسعة من هذه المراسلات. كما يذكر التقليد الكنسي أن مار أدّي بشّر الرّها وعمّذ الملك أبجر.

اضطهاد المسيحية:

الاضطهاد الأربعيني

من أشدّ الاضطهادات ضراوة، دام نحو أربعين عامًا (339- 379)م، في أيام الملك الساساني شابور الثاني، اُسْتُشْهِدَ خلاله مئات الألوف من المسيحيين الذين ثبتوا على إيمانهم وامتنعوا عن السجود للنار وللملك.

مار شمعون برصباعي ٣٢٩- ٣٤١

جاثليق كنيسة المشرق وكرسيه في ساليق وقطيسفون، رتب الصلاة الطقسية في جوقين (كودين)، وهو صاحب الترتيلة الطقسية الشهيرة (لاخو مارا – إياك يارب نسبح) التي تعدّ قانون إيمان مسيحي ليتورجي. اُسْتُشْهِدَ مقطوع الرأس في بداية الاضطهاد الأربعيني (339-379) مع كوكبة من الأساقفة والكهنة والمؤمنين، إثر رفضه تنفيذ أمر الملك شابور الثاني بجباية ضريبة مضاعفة من المسيحيين، فغضب الملك وأمر بهدم الكنائس وإحراق كتبها وإلقاء القبض على مار شمعون وإكليروسه.

أشهر آباء الكنيسة المشرقيين:

يعقوب السروجي

اُشْتُهِرَ بميامره (أشعاره) اللاهوتية. كما وضع ليتورجيا (طقسًا) للقداس وآخر للعماذ فضلًا عن مؤلفات أخرى كثيرة.

مار أفرام السرياني

الملقب بالملفان (أي المعلم)، وهو أبرز من كتب الأشعار والترانيم اللاهوتية المسيحية التي ضمنها العقائد الدينية، حتى أنه لُقِّب بـ (كنّارة الروح القدس).

مار نرساي

قال عنه ماري بن سليمان في كتابه (المجدل): “نرساي لسان المشرق وشاعر المسيحية وباب الديانة المسيحية وقيثارة الروح القدس وملفان الملافنة “. ترأس مدرسة الرّها ثم مدرسة نصيبين.

ططيانوس

جمع الأناجيل الأربعة في كتاب شهير عنوانه دياتيسارون، قُرابة عام 160م.